انتهى حفل التتويج الذي طال انتظاره، تاركًا وراءه آثار البهجة الاحتفالية وقائمة طعام ملكي. وسواء كنت من أشدّ مؤيدي النظام الملكي أو تساورك مشاعر متناقضة تجاهه، فلا يسعك إنكار الإثارة التي تترافق مع هذه المناسبة، ناهيك عن عدد أيام العطلة الإضافية. فما الذي تضمنته قائمة طعام احتفالات نهاية هذا الأسبوع؟
يكشف تحليل “جوجل تريندز” الذي أجريناه أن كعكة “كولين كاتربيلر” التي تنتجها سلسلة متاجر التجزئة البريطانية “ماركس أند سبنسر” حظيت باهتمام كبير بسبب شكلها المستوحى من حفل التتويج. وهكذا، في حفلات التتويج في كافة أنحاء البلاد، تصدّرت كعكة “كاتربيلر” بشكلها الجديد قائمة عمليات بحث غوغل. عذرًا “كوثبرت”، كعكة “كولين” هي الفائزة بجدارة !
وما هو المشروب الذي يتناوله البريطانيون مع كعكة “كاتربيلر”؟ قد يكون الشاي والكعك الخيار الإنكليزي الكلاسيكي، ولكن يبدو أن البريطانيين كانوا على أهبة الاستعداد للاحتفال، لذلك لن يجدي الشاي نفعًا. فترى زجاجات الإصدار المحدود الخاص بالتتويج الذي أنتجته شركة “بيمز” يتصدّر عمليات البحث ليتخطى أي مشروب آخر من العلامات التجارية الرائدة في الأيّام الأخيرة. مع أن كثيرين قد يدافعون عن مشروب “بيمز” على اعتبار أن تناوله في يوم مشمس يوازي في تقليده البريطاني جلسة احتساء الشاي والتلذذ بالكعك الإنكليزي.
وبالطبع، لا تكون الحفلة بريطانية من دون المقبلات الملكية. هكذا اتجّه البريطانيون إلى سلّات أكل تطغى عليها روح التتويج. وتجدر الإشارة هنا إلى أن ولع البريطانيين بتلك السلّات جعل عبارة “سلّة التتويج” تتصدّر قائمة التغريدات على موقع “تويتر” الخاصة بالطعام والشراب. ومع توجه كثير من العلامات التجارية إلى صنع سلّات خاصّة بهذه المناسبة، تحولت قوائم عطلة نهاية الأسبوع إلى وجبات خفيفة شهية واعدة.
وهل من قائمة تكتمل من دون طبق رئيسي؟ لحسن الحظ، قدم لنا القصر مساعدة قيّمة بإطلاقه طبق “كيش التتويج” وبكشف الوصفة على المواقع الإلكترونية التي استحوذت بالتأكيد على الاهتمام على مستوى الأمّة. وكشف التحليل الإعلامي أن الطبق سرق الأضواء، إذ استحوذ على 74 في المئة من التغطية الإعلامية في ما يتعلق بالمأكولات والمشروبات المرافقة للتتويج. ولا عجب أننا شهدنا جهودًا محلية فردية تعمل على تحضير الكيش في حفلات التتويج في كافة أنحاء المملكة.
ولم يقتصر الهوس بالكيش على وسائل الإعلام وحسب. بل تحول “كيش التتويج” موضوعًا ساخنًا على موقع “تويتر” ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، حيث نشر كثيرون من البريطانيين الوصفة وتناقلوا الفعّاليّات والاحتفالات. وغرّدت المواقع الإخبارية مثل “سكاي نيوز” و“رويترز” عن الطبق لتسليط الضوء على شعبيته، بينما تناول مستخدمو تويتر آخرون مثل @vegancakery و@beckyexcell النسخة النباتية والخالية من الغلوتين من الطبق.
وعلى سبيل المقارنة، لقي طبق تتويج الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وهو دجاج التتويج، دعمًا من الصحافة ولكنّه جاء باهتًا مقارنةً بطبق الكيش، إذ لم يحصل إلا على 26 في المئة من التغطية الإعلامية.
الطعام فخر للبريطانيين!
لا يتعدّى مشروب “بيمز”، والكعك، وطبق الكيش كونه جزءًا بسيطًا من القصة عندما يتعلق الأمر بالفعاليات الاحتفالية في بريطانيا. فقد كشف تحليلنا الإعلامي عن استعادة الفخر البريطاني في مجالي الطعام والشراب. وورد مصطلح “الفخر البريطاني” في ما يقارب ربع التغطية الإعلامية (22 في المئة) للطعام والشراب في الأسبوعين الماضيين.
وبالمثل، استحوذت المواد الغذائية والمشروبات ذات الطابع الملكي على التغطية الإعلامية البريطانية لحفل التتويج، حيث مس البريطانيين جنون التتويج. . فتصدّرت العلامات التجارية التي استفادت من المناسبة أكثر من نصف تغطية وسائل الإعلام (59 في المئة) المتعلقة بالطعام والشراب من خلال إطلاق إصدارات خاصة في حزمات مستوحاة من الحفل الملكي. وركبت أيضًا المتاجر الغذائية البريطانية الكبرى ركب المناسبة فسارعت إلى تشجيع البريطانيين على الشراء في نهاية هذا الأسبوع، حيث برزت متاجر “تيسكو” في معظم تغطية وسائل الإعلام (43 في المئة)، تليها “ألدي” (25 في المئة) و”موريسونس” (13 في المئة).
ربما انتهت عطلة نهاية الأسبوع التي ترافقت مع التتويج سريعًا، لكن روح الاحتفال باقية لا محالة.