في عالم يحكمه الذكاء الاصطناعي، إليك بمزيد من الجهد وليس بأقل منه

لا يهم الكم الذي نقوم بتلخيصه، إذ في لحظة ما، لا بد من بذل جهد إضافي. لذلك، فإن عددًا أكبر من الملخصات لا يقود حتمًا إلى مستوى فهم أكبر أو أعمق.

Wise words as ever from Seth Godin on the temptation to use modern technologies like generative #AI to improve efficiencies and save work.

يناقش غودين كتاب “كليف نوتس”، وهو سلسلة من أدلة الدراسة، تهدف إلى تزويد طلاب المدارس الثانوية برؤية وأمثلة وإجابات حول الكتب التي يطلب منهم قراءتها. وعلى الرغم من أن هذه الأدلة توفر منافذ للرؤى والمعرفة، إلا أنها لا تؤدي إلى اكتساب الطلاب فهم أفضل أو مهارات التفكير النقدي أو القدرة على توليد الأفكار المبتكرة.

في كارما، نبحث باستمرار عن طرق لتحسين تجربة عملائنا في خدمات تقييم #استخبارات الإعلام و#التواصل ولجعلها ملائمة وذات صلة. أما أوجه التشابه والإغراءات التي يشير إليها غودين، فتبرز جلية في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية لكل من قطاع استخبارات الإعلام وقطاع #العلاقات العامة الأوسع نطاقًا.

الفاعلية مضمونة، لكن من المستفيد؟

ليس أسهل من الوقوع ضحية التفكير المبني على الكفاءة وحسب. يكتسب كل من محترفي التواصل وشركات الاستخبارات الإعلامية الكثير من الوقت من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي. ويمكن تغطية محتوى وسائل الإعلام ومدتها بالكامل. فمن منظور العلاقات العامة والاتصال، يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لغرس الأفكار وكتابة المحتوى وتحسينه واختيار وسائل الإعلام والمؤثرين ذات الصلة واستهدافهم، ومن ثم القيام بعمليات النشر. ويمكن لوسائل الإعلام استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد القصص المثيرة للاهتمام، واختيار المحتوى، ومن ثم تحسينه ونشره. وقد بدأت بالفعل محطات البث باللجوء إلى مذيعي أخبار تمت برمجتهم بواسطة الذكاء الاصطناعي لتقديم المحتوى. وهكذا تستطيع الشركات تحليل محتوى المصدر من خلال الذكاء الاصطناعي من أي مكان تمت تغطيته، والتحقق من مدى ملاءمته، وتلخيصه وترميزه مقابل ملخصات العميل، وإنشاء البيانات، وتحليلها وتقييمها، وأخيرًا كتابة تقارير العملاء. ويمكن أيضًا إعادة تقديم المحتوى إلى العميل إذا رغب في ذلك من خلال أدوات مساعدة للفيديو تمت برمجتها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

يبدو هذا كله مثيرًا للغاية. ولكن هل هو فعلًا كذلك؟ هل هذا النظام العالمي الجديد سيؤدي فعلًا لأفضل النتائج في أعمالنا؟ أم أن جميع الفوائد تتلخص في خفض تكاليف مقدم الخدمة من دون أن تعود بأي فائدة تذكر على المستخدمين النهائيين؟

لا تنسى العنصر البشري

كم نبعد عن مستقبل مظلم حيث يجد الإنسان نفسه فيه قابعًا في غياهب نسيان الاتصالات؟ مستقبل ينشر فيه الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من المحتوى عبر أدواته على منصات نشر يديرها الذكاء الاصطناعي وتراقبه وترصده وتحلله شركات الاستخبارات الإعلامية التي تدعم الذكاء الاصطناعي؟ وفي هذا العالم الجديد والواعد، هل سنبقي في بالنا الإنسان حقًا ونصّب كل اهتمامنا فيه، كونه صاحب المصلحة والجمهور الذي نحاول التواصل معه؟

ارتفاع مخاطر التقييم

بينما تجتاحنا موجة المحتوى الناتجة من الذكاء الاصطناعي، هل ثمة خطر أن نعود إلى المقاييس الزائفة الخاصة بـ “الأعداد والكميات” التي تحركها أنشطة المؤسسات؟ هل سننسى مدى أهمية إظهار قيمة الاتصالات من خلال عرض النتائج مقابل الأهداف التنظيمية ومدى تأثير عملنا على الأفكار والسلوكيات؟

أين الخبراء؟

يرى كثيرون أن الهدف من اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي يتمحور حول “الارتقاء” بعملية صياغة المحتوى وتقييمه، على أن تكون القيمة المضافة منا نحن الخبراء أصحاب الشأن. وسيقوم هؤلاء الخبراء بالتدقيق بالنتائج، والتأكد من أن الذكاء الاصطناعي لا “يهذي“، كما سيعملون على مراعاة السياق والدقة وتطبيق التفكير النقدي لتحسين النتائج. ولكن ثمة تحدٍ لا بد من الإشارة إليه: من أين سنأتي بخبراء الاستخبارات الإعلامية في المستقبل اذا استبدلت الوظائف اليدوية والتكتيكية بشكل أساسي بالذكاء الاصطناعي؟ كيف يصبح المرء خبيرًا اذا انعدم التدريب المهني أو الوظائف الأساسية؟

هل سنواجه المصاعب؟

ثمة مشكلة أخرى تتمحور حول ما يلي: يقول كثيرون إنه اذا أراد موظفو المستقبل النجاح في عالم مدفوع بالذكاء الاصطناعي فلا بد لهم من التركيز على المهارات “البشرية” على سبيل المثال، الاتصال والقيادة والذكاء العاطفي والخبرة وفهم السياق وما إلى ذلك. يتعلم الإنسان هذه المهارات عن طريق المشاركة والتفاعل مع أقرانه. ومثلما تصبح الحاجة إلى هذه المهارات أمرًا بالغ الأهمية في مكان العمل في ما بعد، فإننا نجازف بإنتاج مجموعة مواهب مستقبلية غير مؤهلة بفعل الوباء، مترافقًا مع القبضة الخبيثة والإدمان الذي تغذيه أجهزتنا الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي وعمالقة وسائل الإعلام.

وتتراجع مواهب الموظفين المستقبليين يوميًا نظرًا إلى اعتمادهم الكلي على أجهزتهم بدلاً من تعلم المهارات البشرية الشخصية اللازمة وتطويرها.

هل نقوم بما يكفي كشركات وكمجتمع مدني لتعليم جيل المستقبل التركيز بشكل أكبر على المهارات البشرية في الوقت الراهن؟

أيام مثيرة بانتظارنا، هذا مؤكد.

نُشرت هذه المقالة على موقع “لينكد إن“.

تحدث مع أحد مستشارينا ذوي الخبرة حول الرصد الإعلامي والاتصالات الخاصة بك اليوم.